في المترو والساعة تجيلها يدوب اتنين لقيت حج كبير في السن وجنبيه اتنين واحد يقوله ام الثورة عملها التاني يقوله ام الشباب السيسانين دول حبة عيال كتيانين والتالت يقوله مالنا احنا ووجع القلب وهم السنين قولت في صوت ميسمعوش اتنين ام الثورة اللي خلت ال....بني ادمين كان بياخد بالجزمة زمان ولا يقدر يتن ولا تنتين الحج بيقول فيها ايه المشير يحكمنا هو احنا ناقصين عيال حيحانين..الخطر الخارجي مستنيلنا عالغلطة والغلطتين وكتر خير المجلس هيوفر للناس حاجاتهم ولا يكمل تسليحه وتدريب قولته. دول كتر خيرهم عملولنا سلاح نووي ساعتها لقيت الضحكة والشخرة خارجين متوازيتين نووي مين يعم الحج .. ايوة يبني احنا عندنا ننوي وهشان كدة اسرائيل مبتهاجمناش ساعتها حسيت اني فيلم ليلة سقوط بغداد لما لطفي لبيب بيقوله فاكر السحابة السودة ...دي مش بسبب حرق الزبالة دي بسبب التجارب اللي بيعملها علمائنا ولكن في الاخر افتكرت المقولة "اقبح شئ في الديموقراطيقة انك مضطر تسمع صوت الحمقي"
الثلاثاء الساعة الحادية عشر مساء انتبهت علي صوت الفنان الراحل احمد مرعي وهو يردد " ابكي ....انزف....اموت.....وتعيشي يا ضحكة مصر". ووجدت الفنان محمود مرسي " الشاويش محمد" يقول : مش ممكن اسيب الممر ده وانا حيي ابدا...ابدا . يرد الفنان احمد مرعي :نقعد هنا ليه ..هنقعد هنا عشان نموت واحد ورا واحد ورا واحد ..من غير محد يحس بينا زي اللي ماتوا من غير فايدة. محمود مرسي : متقولش من غير فايدة ...دول ماتوا وهما بيدافعوا عني وعنك وعن الارض دي...الممر ده بتاع الولاد اللي ماتوا فيه ..وانا لو انسحبت يبقي خنت كل الولاد اللي ماتوا هنا ...ويبقي مسعد راح هدر يا حمدي.
_ حسيت باختفاء الاكسجين من علي وجه الارض ، فوجئت بشاب يلبس بلطو ابيض بيرش سائل علي وجهي، بدا اكسير الحياة " الاكسجين " يعود للارض من جديد ...اتنفس بصعوبة ... الرئة خاوية علي عروشها ليس بها ذرة اكسجين. اتمني لو اني التقط كتلة من الاكسجين فالتهمها عن اخرها . - بعد دقائق معدودات ..عادت الحياة من جديد واستيقظت لاجد نفسي بين افترش الاسفلت افتراشا ...واكتشفت اني لست في فيلم "اغنية علي الممر" سنة 1967 ولكني في ميدان التحرير 2011 . لم اجد محمود ياسين ولا احمد رعي ولا محمود مرسي ابطال الفيلم ...ولكني وجدت الفيلم صوت وصورة وكاني احد حد ممثليه علي ارض الواقع . ولكن الlocation اختلف فهو هنا ميدان التحرير ...واكتشفت ان الممر المشار ايه في الفيلم هو شارع محمد محمود المتفرع من ميدان التحرير. - اشخاص بل ابطال يقفون في محمد محمود ليس لديهم اكل او شراب او ملابس تقيهم من برد الشتاء القارص في الليل المعتم او يقيهم من رصاص القناصة الغادر او اخرطوش الفاتك بالعيون والارواح. - واقفين مش بيحاربوا زي الفيلم "لاخر طلقة "...ولكن لاخر نفس فيهم ويرددون " لو انسحبنا هيدخلوا الميدان وهيفضوا الاعتصام ويبقي دم اخواتنا راح هدر " نفس الجملة اللي قالها محمود مرسي في الفيلم "لو انسحبت يبقي مسعد مات هدر" - ولكن الفرق بين الفيلم والحقيقة هو المكان والزمان والابطال والعدو . -العساكر الخمسة في فيلم "اغنية علي الممر" عدوهم الجيش الاسرائيلي الذي يتحين الفرصة لاقتحام الممر والفتك بهم....اما في التحرير فالعدو هو عساكر الامن المركزي الذين يتحينون ايضا الفرصة لدخول الميدان والفتك بالمتظاهرين الاحرار . ولكن واضح ان العدو واحد ..بدليل انه في الفيلم نتذكر صوت الاسرائيلي وهو بيقول" اذا كونتم عاوزين تموتوا عشان تثبتوا انكم ابطال ..احنا معترفين انكم ابطال هنديكم اكل هنديكم مية مش هنخدكم اسري". اما في التحرير العدو ايضا اعترف انهم ثوار وابطال وانه عاوزي يحميهم .. لكن من مين؟؟؟ وجاؤوا علي قميصه بدم كذب" مستشفي ميداني متنقل " قيل انه لمساعة المصابين ولكن نيتهم مقروء نعيعها في عقول المتظاهرين ..خصوصا بعد قتل واختطاف دكاترة المستشفي الميداني في مستشفي التحرير لانهم يملكون اثبات اطلاق غازات كيماوية محرمة دوليا .
- نهاية فيلم اغنية علي الممر تركها الكاتب للمشاهد....فمصير العساكر محمود ياسين ومحمود مرسي معروف اما الاسر او القتل. - ايضا مصير الناس في التحرير معروف اما الموت او الاصابة وكلاهما واحد. فالامر بات مرئيا امام الاعمي والبصير فمصر انقسم اهلها الي: - ناس في التحرير اما يعيشوا احرار وبكرامة او يموتوا . - ناس في العباسة اما يعيشوا زي العبيد من غير حرية او كرامة او يموتوا. - ناس عاوزة تعيش وخلاص حرية او من غير حرية ..بكرامة او من غير المهم انهم يعيشوا ...ومش مهم عندهم ضحكة مصر. في النهاية اختم بالمشهد ده من فيلم اغنية علي الممر لما الفنان احمد مرعي بيقول : "احنا معندناش دبابات ولا طيارات زيهم..الحرب انتهت بالنسبة لنا" الفنان محمود مرسي : "لا منتهتش" .
اكواد