العشوائيات سرطان في جسد القاهرة
العشوائية انها ذلك المرض الخبيث الذي ينهش في جسد الدولة ...انه سرطان ولكن ليس له مسكن او عملية استئصال أوعلاج كيماوي.
هي ليست مشكلة اراضي او عشش علي اطراف المحافظات ليس بها خدمات ،فمع مرور الزمن واهمال الدولة انتقلت المشكلة من عشوائية المكان الي عشوائية الاخلاق .
فأصبحت العشوائيات وكرا للأجرام ومدمني الحشيش والبرشام وايضا البلطجة.
لاتستطيع ان تميز بين مسلم او مسيحي او بين حزين وسعيد فالحياة القاسية في العشوائيات طبعت علي وجوههم شكلا موحدا واخلاقا واحدة.
وفي مطلع التسعينات لجأت اليها الجماعات المسلحة وجعلتها وكرا تقاتل منه الشرطة
فأصبحت العشوائياترمزا للاجرام من جهة والتطرف من جهة اخري ...أصبح للمناطق العشوائية قانونها الخاص ولغتها الخاصة بل وأصبحت في الفترة الاخيرة منبعا لمطربي الاغاني الشعبية ذات الطابع الخاص بها.
نادرا ماتجد محلا او ميكروباصا يشغل اغنية لمطرب معروف مثل منير او دياب او وردة ...دائما الاغاني الشعبية بيها الم وحزن وتشاؤم وغدر وخيانة "الاخ اللي باع اخوه...الصديق اللي قتل صديقه...الابن اللي موت ابوه....الزوجة اللي خانت زوجها"
حتي في الافراح تجد فيها اغاني الغدر والخيانة .
وهذه الاغاني والكلمات تجد صدا واسعا بين القاطنين بالعشوائيات فمعظمهم من اصحاب الصناعات الصغيرة "صنايعية" لا يعرفون انجازا في حياتهم سوي سيجارة الحشيش
وفروج زوجاتهم في ليلة الخميس وانجاب اطفال بكثرة وبلا هوادة.
الصحة تاج علي رؤوس الاصحاء لا يعرفه الا المرضي ...... وكذلك العشوائيات وباء
يصيب الاصحاء لايعرفه إلا المتعلمون ....فالجهل والحشيش والبرشام هم الحلم والطموح لاي شاب .
سأتكلم قليلا عن المنطقة التي اقيم بها وهي زهرة الزهرة كما يقال في الامثال
انها ليست زهرة المدائن ولكنها زهرة العشوائيات "........" اسمها لاينضح بما فيها من
جهل وتخلف ....فأنا الشاب المتعلم الذي دخل كلية الطب ويتفوق في دراسته منذ نعومة اظافره والذي كان يعيش حياة هادئة في مدينة ساحلية الي ان انتقل الي هذه المنطقة
مع دخوله الكلية.....فكانت الصدمة الكبري اني لا استطيع تحمل ذلك.
لأني احمل البالطو الابيض في ذهابي للكلية يطلق عليا جيراني لقب التمرجي ...في هذه المنطقة من يحمل بالطو ابيض يعد ممرضا او تمرجيا وهي كلقب افندي في الثلاثينيات.
جيراني من صعيد مصر هجروا قراهم ليغزوا بيت المعز القاهرة ليجعلوها بالفعل حتي الصباح ساهرة فقد جعلوا من الشارع الذي اقيم به غرزة ، ولعة الشيشة لا تكاد تنطفئ
ليلا او نهارا وكأنها نار المجوس .
الشارع عبارة عن 3 متر كل منزل قد اقتطع 40 سم اخر لنفسه لضيق المساحة لتصبح الماساة الاعظم ....البلكونة بينها وبين المقابلة لها اقل من نصف متر مما جعل مني وجيراني اكثر من اسرة فانا اعرف ادق تفاصيل حياتهم وهم كذلك ،اكاد اسمع تأوهات
زوجة جاري اثناء الجماع واصوات تبرزه في الحمام .
امام منزلي مقلب زبالة وورشة حدادة ومستودع انابيب ،لا احمل منبها ولا احتاجه
فالضوضاء وصوت اصطدام الانابيب كفيلة بجعلي مستيقظا 24 ساعة وليس بي حاجة للنوم.
اقتراب المنازل من بعضها وضيق الشوارع يجعلك تتحسس الخطي وتتحري الدقة منذ ان تخرج من منزلك في الصباح حتي تصل الي اقرب وسيلة مواصلات .
في الصباح امشي مسرعا بحزر وانا اردد قول الله تعالي "فأغشيناهم فهم لا يبصرون "
حتي لا تسقط علي راسي بصقة او مياه نتنه من اعلي .....هذا في الذهاب اما العودة فهي
معاناة اخري وألم جديد .
في الصباح الباكر تقف عربية كارو يجرها حمار محملة بعشرات الانابيب المتهالكة
تحت شرفتي بجوار المستودع وتبدا سمفونية الصباح ،الحمار الذي لايتبرز إلا علي عتبة منزلي قد اصبح صديقا لي.
بعد سنين من التحاقي بكلية الطب تعرفت علي فتاة ....ملابسها البسيطة تخفي ثرائها الفاحش ،ازداد اعجابي بها يوما بعد يوم وهي كانت علي علم بذلك ،ظننت انها من اسرة فقيرة او متوسطة الحال الي ان صدمت عندما عرفت انهامن اسرة ثرية ...فهذه الفروق المادية والاجتماعية باعدت بيني وبينها كما باعد الله بين المشرق والمغرب ...ممكا كان له الاثر السئ لفترة غير قصيرة من حياتي تمتد توابعه الي الان.
فقد اصبحت شخصا غير الذي كان بدت عليّ القسوة واللامبالاة .
في احدي المواقف التي اتزكرها جيدا عند خروجي واصدقائي من الكلية وكاد الجوع يفتك بنا ،ووجدنا عربة كبدة ....اقترحوا الذهاب اليها رفضت قائلا لن اكل من عربة في الشارع...قال احدهم :هتعمل نفسك ابن ناس ده انت من "......."
كانت كلماتهكالصاعقة نزلت علي راسي من السماء واحسست بما كان يحس به عنترة عندما كانوا ينادونه بالعبد الاسود.
منذ ان ظهرت مشكلة الكهرباء في مصر والانقطاع المتكرر خاصة في المناطق العشوائية فعندما تقرر شركة الكهرباء قطع الكهرباء فهم يقطعونها عن هذه الاحياء الفقيرة لقلة حيلتها وهوانها علي الناس ....تقطع الكهرباء بصفة مستمرة يوميا وتصل الي 10 ساعات متواصلة ، و:أن لسان حالهم يقول : هؤلاء الغوغاء لا يستحقون هذه الكهرباء رغم مايدفعونه من مال .
هذه امثلة عن ما تسببه العشوائيات من اضرار صحية ونفسية داخلها وخارجها ...
فهل تتوقف هذه الماساة؟؟؟!!!!
هي ليست مشكلة اراضي او عشش علي اطراف المحافظات ليس بها خدمات ،فمع مرور الزمن واهمال الدولة انتقلت المشكلة من عشوائية المكان الي عشوائية الاخلاق .
فأصبحت العشوائيات وكرا للأجرام ومدمني الحشيش والبرشام وايضا البلطجة.
لاتستطيع ان تميز بين مسلم او مسيحي او بين حزين وسعيد فالحياة القاسية في العشوائيات طبعت علي وجوههم شكلا موحدا واخلاقا واحدة.
وفي مطلع التسعينات لجأت اليها الجماعات المسلحة وجعلتها وكرا تقاتل منه الشرطة
فأصبحت العشوائياترمزا للاجرام من جهة والتطرف من جهة اخري ...أصبح للمناطق العشوائية قانونها الخاص ولغتها الخاصة بل وأصبحت في الفترة الاخيرة منبعا لمطربي الاغاني الشعبية ذات الطابع الخاص بها.
نادرا ماتجد محلا او ميكروباصا يشغل اغنية لمطرب معروف مثل منير او دياب او وردة ...دائما الاغاني الشعبية بيها الم وحزن وتشاؤم وغدر وخيانة "الاخ اللي باع اخوه...الصديق اللي قتل صديقه...الابن اللي موت ابوه....الزوجة اللي خانت زوجها"
حتي في الافراح تجد فيها اغاني الغدر والخيانة .
وهذه الاغاني والكلمات تجد صدا واسعا بين القاطنين بالعشوائيات فمعظمهم من اصحاب الصناعات الصغيرة "صنايعية" لا يعرفون انجازا في حياتهم سوي سيجارة الحشيش
وفروج زوجاتهم في ليلة الخميس وانجاب اطفال بكثرة وبلا هوادة.
الصحة تاج علي رؤوس الاصحاء لا يعرفه الا المرضي ...... وكذلك العشوائيات وباء
يصيب الاصحاء لايعرفه إلا المتعلمون ....فالجهل والحشيش والبرشام هم الحلم والطموح لاي شاب .
سأتكلم قليلا عن المنطقة التي اقيم بها وهي زهرة الزهرة كما يقال في الامثال
انها ليست زهرة المدائن ولكنها زهرة العشوائيات "........" اسمها لاينضح بما فيها من
جهل وتخلف ....فأنا الشاب المتعلم الذي دخل كلية الطب ويتفوق في دراسته منذ نعومة اظافره والذي كان يعيش حياة هادئة في مدينة ساحلية الي ان انتقل الي هذه المنطقة
مع دخوله الكلية.....فكانت الصدمة الكبري اني لا استطيع تحمل ذلك.
لأني احمل البالطو الابيض في ذهابي للكلية يطلق عليا جيراني لقب التمرجي ...في هذه المنطقة من يحمل بالطو ابيض يعد ممرضا او تمرجيا وهي كلقب افندي في الثلاثينيات.
جيراني من صعيد مصر هجروا قراهم ليغزوا بيت المعز القاهرة ليجعلوها بالفعل حتي الصباح ساهرة فقد جعلوا من الشارع الذي اقيم به غرزة ، ولعة الشيشة لا تكاد تنطفئ
ليلا او نهارا وكأنها نار المجوس .
الشارع عبارة عن 3 متر كل منزل قد اقتطع 40 سم اخر لنفسه لضيق المساحة لتصبح الماساة الاعظم ....البلكونة بينها وبين المقابلة لها اقل من نصف متر مما جعل مني وجيراني اكثر من اسرة فانا اعرف ادق تفاصيل حياتهم وهم كذلك ،اكاد اسمع تأوهات
زوجة جاري اثناء الجماع واصوات تبرزه في الحمام .
امام منزلي مقلب زبالة وورشة حدادة ومستودع انابيب ،لا احمل منبها ولا احتاجه
فالضوضاء وصوت اصطدام الانابيب كفيلة بجعلي مستيقظا 24 ساعة وليس بي حاجة للنوم.
اقتراب المنازل من بعضها وضيق الشوارع يجعلك تتحسس الخطي وتتحري الدقة منذ ان تخرج من منزلك في الصباح حتي تصل الي اقرب وسيلة مواصلات .
في الصباح امشي مسرعا بحزر وانا اردد قول الله تعالي "فأغشيناهم فهم لا يبصرون "
حتي لا تسقط علي راسي بصقة او مياه نتنه من اعلي .....هذا في الذهاب اما العودة فهي
معاناة اخري وألم جديد .
في الصباح الباكر تقف عربية كارو يجرها حمار محملة بعشرات الانابيب المتهالكة
تحت شرفتي بجوار المستودع وتبدا سمفونية الصباح ،الحمار الذي لايتبرز إلا علي عتبة منزلي قد اصبح صديقا لي.
بعد سنين من التحاقي بكلية الطب تعرفت علي فتاة ....ملابسها البسيطة تخفي ثرائها الفاحش ،ازداد اعجابي بها يوما بعد يوم وهي كانت علي علم بذلك ،ظننت انها من اسرة فقيرة او متوسطة الحال الي ان صدمت عندما عرفت انهامن اسرة ثرية ...فهذه الفروق المادية والاجتماعية باعدت بيني وبينها كما باعد الله بين المشرق والمغرب ...ممكا كان له الاثر السئ لفترة غير قصيرة من حياتي تمتد توابعه الي الان.
فقد اصبحت شخصا غير الذي كان بدت عليّ القسوة واللامبالاة .
في احدي المواقف التي اتزكرها جيدا عند خروجي واصدقائي من الكلية وكاد الجوع يفتك بنا ،ووجدنا عربة كبدة ....اقترحوا الذهاب اليها رفضت قائلا لن اكل من عربة في الشارع...قال احدهم :هتعمل نفسك ابن ناس ده انت من "......."
كانت كلماتهكالصاعقة نزلت علي راسي من السماء واحسست بما كان يحس به عنترة عندما كانوا ينادونه بالعبد الاسود.
منذ ان ظهرت مشكلة الكهرباء في مصر والانقطاع المتكرر خاصة في المناطق العشوائية فعندما تقرر شركة الكهرباء قطع الكهرباء فهم يقطعونها عن هذه الاحياء الفقيرة لقلة حيلتها وهوانها علي الناس ....تقطع الكهرباء بصفة مستمرة يوميا وتصل الي 10 ساعات متواصلة ، و:أن لسان حالهم يقول : هؤلاء الغوغاء لا يستحقون هذه الكهرباء رغم مايدفعونه من مال .
هذه امثلة عن ما تسببه العشوائيات من اضرار صحية ونفسية داخلها وخارجها ...
فهل تتوقف هذه الماساة؟؟؟!!!!
0 comments »
Sesini duyur!